يتزايد تأثير المخاطر في جميع أنحاء العالم، مع تأثيرات كارثية أصبحت ترهق كاهل الدول على تحقيق أهدافها التنموية، وعلى رفاهية مواطنيها وتلبية حاجاتهم الأساسية. كما أن المخاطر التي تؤدي الى حدوث تلك الكوارث، أصبحت غير نظامية، وغير تقليدية، مع إحتمالية أكبر لحدوث كوارث مركبة ناجمة عن مخاطر مختلفة تحدث في نفس الوقت.
بالرغم من قدرتنا على التعرف على العديد من المخاطر التي تواجهنا الآن وفي المستقبل، إلا أننا يجب أن ندرك جيدا أن المستقبل غير مؤكد؛ هنالك العديد من الأحداث المهمة وغير المتوقعة يمكن حدوثها ولكن من الصعب التنبؤ بها. كلما أبحرنا أكثر في المستقبل، كلما كان مستوى عدم التيقن الذي نواجهه أعمق.
ضمن هذه البيئة المستقبلية المجهولة، تعد المرونة مطلبا مهما للنجاح والمحافظة على الإنجازات. حيث يعرف مفهوم المرونة بأنه القدرة على توقع الأحداث التدميرية ومقاومتها، وتقليل الآثار الضارة لها، والاستجابة لها بفعالية، والحفاظ على أو استعادة الوظائف، والتكيف بطريقة تسمح بالتعلم وإعادة البناء. وهي بإختصار تطوير قدرات الدول والمدن المختلفة وقدرات المواطنين وأنظمة الحياة بحيث تبقى فعالة وكفؤة عبر مجموعة من الظروف المستقبلية.